يقول النبي -صلـى الله عليه وسلم -:
(ما أكل أحد طعاماً خير من أن يأكل من عمل يده،
وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده -عليه الصلاة والسلام-) صحيح
*****************************
يقول الأستاذ الدكتور عبد الله ناصح علوان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في كتابه تربية الأولاد في الإسلام ج /1 إن الإسلام بسنه مبادئ العدالة الاجتماعية ورعاية الفرد والمجتمع قد عالج البطالة بأنواعها سواء كانت
بطالة مضطر أو بطالة كسول
& أما علاجه لبطالة المضطر : الذي لا حيلة له في ايجاد العمل مع رغبته فيه وقدرته عليه فيتحقق بشيئين هما:
ــ وجوب تكفل الدولة له في تأمين سبل العمل
ــ ووجوب مساعدة المجتمع له حتي يجد سبيل العمل.
* أما وجوب تكفل الدولة له ـ فلما رواه البخاري عن أنس : أن رجلا من الأنصار أتي النبي صلي الله عليه وسلم فسأله فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلي, جلس( كساء غليظ) نلبس بعضه ونبسط بعضه, وقعب إناء نشرب فيه الماء, قال: ائتني بهما, فأتاه بهما, فأخذهما رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده, وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين, فأعطاهما إياه, وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلي أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به, فأتاه به فشد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم عودا بيده, ثم قال: اذهب واحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما, ففعل فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم, فاشتري ببعضها ثوبا وببعضها طعاما, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة.
* أما وجوب مساعدة المجتمع له حتي يجد سبيل العمل ـ:
ـــ فلما روي مسلم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :
" من كان معه فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له, ومن كان معه فضل زاد فليعد به علي من لا زاد له ."
ـــ ولما روي البراز والطبراني عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :
" ما آمن بي من مات شبعان وجاره جائع إلي جنبه وهو يعلم به."
ـــ وثبت عنه أنه قال :
" أيما رجل مات ضياعا بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله ".
وجاء في كتاب الاختيار لتعليل المختار ما نصه : ( وإن أطعمه أحد وأعطاه شيئا فسقط إثمه عن الباقين )
& أما علاجه بطالة الكسول : الذي يكره العمل مع وجوده وقدرته عليه يكون بمراقبة الدولة له, فإن شعرت به أنه قصر عن العمل وقعد عنه نصحته إلي ما فيه خيره ومنفعته, فإن أبى ساقته بالقوة إليه, وألزمته به ..
ـــ فقد روي ابن الجوزي عن عمر بن الخطاب أنه لقي قوما لا يعملون فقال: ما أنتم؟ قالوا: متوكلون, فقال: كذبتم إنما المتوكل رجل ألقي حبة في الأرض ثم توكل علي الله, وقال لا يعقدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وهو الذي نهي الفقراء أن يقعدوا عن العمل اتكالا علي الصدقات .
ـــ فكان من قوله لهم : يا معشر الفقراء استبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالا علي المسلمين ،
والذي يفهم من كلام عمر وتوجيهه أن الزكاة في الإسلام لا تعطي إلا لسد الحاجة وتأمين العمل حتي لا تكون مدعاة للكسل وسببا للقعود والتواكل.
& أما إن كان العجز أو الشيخوخة أو المرض سببا للبطالة فعلى الدولة أن ترعي حق هؤلاء وتؤمن لهم سبيل العيش الأفضل وطريق الكفالة الحقة, بغض النظر عن كون العاجز أو الكبير أو المريض مسلما أو غير مسلم.
ومما يدل علي هذا ما رواه أبو يوسف في كتاب الخراج:
ـــ أن عمر بن الخطاب مر علي باب قوم وعليه سائل يسأل وكان شيخا كبيرا ضرير البصر, فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ فقال: يهودي, قال: فما ألجأك إلي ما أري ؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن فأخذه عمر إلي منزله فرضخ له بشيء( أي أعطاه شيئا) من المنزل, ثم ارسل إلي خازن بيت المال فقال له: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم إنما الصدقات للفقراء والمساكين وهذا من مساكين أهل الكتاب.
ـــ ومما فعله عمر أنه مر علي قوم من النصاري قد أصيبوا بمرض الجذام فأمر لهم بعطاء من بيت المال يحقق لهم تكافلهم ويؤمن علاجهم ويحفظ كرامتهم.
هذه هي معالجة الإسلام للبطالة وهي معالجة رحيمة وحكيمة وعادلة وهذا يدل دلالة لا غموض فيها علي أن الإسلام دين الرحمة والإنسانية والعدالة أنزله الله سبحانه وتعالي ليكون الاشعاع الهادي للبشرية والمنارة المتلألئة في ظلمات الحياة. فما أحري الجاهل لهذه الحقائق أن يعرف ما هو الإسلام؟ وأن يعلم لماذا أرسل الله سبحانه وتعالي محمدا هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* (علاج رسول الله لمشكلة الفقر والبطالة)
الحمد لله الذي لم يجعل رزقنا في يد غيره
اللهم طيّب كسبنا واقنعنا بما رزقتنا
اللهم ارزقنا رزقا واسعا نصون به وجوهنا
عن التعرض لسؤال خلقك
اللهم آمين
No comments:
Post a Comment