Wednesday, January 25, 2012

مبادىء التربية الدينية

مبادىء التربية الدينية

مبدأ التشجيع
يجب أن يؤدي الطفل العمل الحسن على أساس كونه واجباً شخصياً واجتماعياً من غير أن يتوقع الثناء عليه، وعلى الوالدين تشجيعه على اعتبار كونه شخصاً صالحاً وعارفاً بواجبه.

مبدأ الاعتدال
فلا ينبغي تكليف الطفل بأي عمل شاق. فقد ورد عن الأئمة المعصومين (ع) أنهم أمروا باصطحاب الطفل إلى المسجد ولكن بشرط أن لا يطول المكث فيه فيشعر من جراء ذلك بالتعب.

مبدأ تنقية البيئة المحيطة به

تبذل الجهود في التربية الإسلامية لإزالة العوامل والأسباب المشجعة على الانحراف، وكل ما يمكن أن يترك آثاراً سلبية على ذهن الإنسان. وهذا يتطلب سلامة أجواء البيت والمدرسة والمجتمع من الانحرافات.

مبدأ الخشونة واستخدام القوة من قبل الوالدين
حينما يحاول الطفل التمرد على الصيغ التربوية المتعارفة واتباع رغباته وأهوائه الشخصية لسبب أو (آخر) يجب على الوالدين حينئذ اللجوء إلى أسلوب القوة فيصدرون له الأوامر والتوجيهات ويشرفون على تنفيذها بدقة، مع الاحتفاظ بدورهم في الارشاد والنصح والسيطرة في جميع مراحل التربية، سواء كان ذلك بشكل مباشر(8) أو بشكل غير مباشر، فيما لو تمرد على طاعة والديه. إلا أن أغلب النصوص والأحاديث وردت بالمعنى اللغوي للكلمة، أي بمعنى التنبيه والارشاد وأحياناً الضرب غير الموجب للدية، لأن الإسلام لم يقبل الضرب كوسيلة أولى لعلاج مشكلة الأولاد بل لا بد أن يمارس الأب أو الأم وسيلة أخف منه قبل أن يلتجىء إليه. يقول الإمام علي (ع): «لا تضربه واهجره... ولا تُطل»(9).

مبدأ القدوة
حيث يجب أن يمتثل المربي لأوامر اللَّه تعالى ليكون قدوة لأطفاله، ينتهجون نهجه في الصلاة والدعاء والعبادة. حتى ينسجم القول مع الفعل في التربية. فمن الخطر أن نأمر الطفل بفعلٍ ونتصرف عكس الذي نقوله.
Sent from my BlackBerry® wireless handheld

Wednesday, January 11, 2012

اريد معرفه كيفية تحريك الاصبع اثناء التشهد في المذاهب الفقهية ؟


اريد معرفه كيفية تحريك الاصبع بالتشهد في المذاهب الفقهية؟


يجيب على هذه الفتوى الدكتور عبدالله سمك: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يُسَنُّ لِلْمُصَلِّي أَنْ يُشِيرَ بِسَبَّابَتِهِ أَثْنَاءَ التَّشَهُّدِ، وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّةِ قَبْضِ الْيَدِ وَالإْشَارَةِ. قَال ابْنُ عَابِدِينَ: لَيْسَ لَنَا سِوَى قَوْلَيْنِ:
الأْوَّل: وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي الْمَذْهَبِ (الحنفي) بَسْطُ الأْصَابِعِ بِدُونِ إِشَارَةٍ.
الثَّانِي: بَسْطُ الأْصَابِعِ إِلَى حِينِ الشَّهَادَةِ فَيَعْقِدُ عِنْدَهَا وَيَرْفَعُ السَّبَّابَةَ عِنْدَ النَّفْيِ وَيَضَعَهَا عِنْدَ الإْثْبَاتِ.
وَيَرَى الشَّافِعِيَّةُ أَنْ يَقْبِضَ الْمُصَلِّي أَصَابِع يَدِهِ الْيُمْنَى وَيَضَعَهَا عَلَى طَرَفِ رُكْبَتِهِ إِلاَّ الْمُسَبِّحَةَ فَيُرْسِلَهَا، وَيَقْبِضَ الإْبْهَامَ بِجَنْبِهَا بِحَيْثُ يَكُونُ تَحْتَهَا عَلَى حَرْفِ رَاحَتِهِ ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى وَعَقَدَ ثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ - وَهُوَ قَوْلٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ - إِلَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ يُحَلِّقُ بَيْنَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ لِمَا رَوَى وَائِل بْنُ حُجْرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الأْيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَعَقَدَ ثَلاَثِينَ، وَحَلَّقَ وَاحِدَةً، أَشَارَ بِأُصْبُعِهِ بِالسَّبَّابَةِ.
وَمَحَل الرَّفْعِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ عِنْدَ قَوْلِهِ: إِلاَّ اللَّهَ، فَيَرْفَعُ الْمُسَبِّحَةَ عِنْدَ ذَلِكَ لِلاِتِّبَاعِ كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَيُمِيلُهَا قَلِيلاً كَمَا قَالَهُ الْمَحَامِلِيُّ وَغَيْرُهُ. وَيُقِيمُهَا وَلاَ يَضَعُهَا.
وَيُسَنُّ - أَيْضًا - أَنْ يَكُونَ رَفْعُهَا إِلَى الْقِبْلَةِ نَاوِيًا بِذَلِكَ التَّوْحِيدَ وَالإْخْلاَصَ، وَفِي تَحْرِيكِهَا عِنْدَهُمْ رِوَايَتَانِ.
وَقَال الْحَنَابِلَةُ: يُشِيرُ بِسَبَّابَتِهِ مِرَارًا، كُل مَرَّةٍ عِنْدَ ذِكْرِ لَفْظِ (اللَّهِ) تَنْبِيهًا عَلَى التَّوْحِيدِ، وَلاَ يُحَرِّكُهَا لِفِعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا : وَلاَ يُشِيرُ بِغَيْرِ سَبَّابَةِ الْيُمْنَى وَلَوْ عُدِمَتْ.
وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: بِكَرَاهَةِ الإْشَارَةِ بِسَبَّابَةِ الْيُسْرَى وَلَوْ مِنْ مَقْطُوعِ الْيُمْنَى. وَعَدَّ الْمَالِكِيَّةُ الإْشَارَةَ بِالسَّبَّابَةِ مِنَ الْمَنْدُوبَاتِ. وَيُنْدَبُ تَحْرِيكُ السَّبَّابَةِ يَمِينًا وَشِمَالاً دَائِمًا - لاَ لأِعْلَى وَلاَ لأِسْفَل - فِي جَمِيعِ التَّشَهُّدِ. وَأَمَّا الْيُسْرَى فَيَبْسُطُهَا مَقْرُونَةَ الأْصَابِعِ عَلَى فَخِذِهِ.

فوائد الوضوء من اجل الصلاة

 

فوائد الوضوء للصلاة ..


تَزخر شعائرنا الإسلامية بكثيرٍ من الفوائد والمنافع، فلم يحثنا ديننا على أمرٍ الإ  وكان فيه الخير الكثير والوفير لنا،

Sunday, January 8, 2012

سلفي يطالب بجلد الشيخ خالد عبدالله - قناة الناس

Mohamed Salem Salem shared the following link:

http://www.youtube.com/watch?v=XnOuYIvYc4Q&feature=share

احد الشباب يوجه رسالة عبر شبكة اخبار يقين للشيخ السلفي "خالد عبدالله" ويرد عن موقفه من التهمكم على المعتصمين وبنات التحرير وطالب هذا الشاب ان يجلد خالد عبد ا...
Sent from my BlackBerry® wireless handheld

Monday, January 2, 2012

كتاب ضحى الإسلام عن خلاف الفقهاء حول الخمر ورأي أبي حنيفة فى شرب الخمور

يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام عن خلاف الفقهاء حول الخمر ورأي أبي حنيفة:( ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل إلى سد الباب بتاتاً ، ففسروا الخمر في الآية السابقة بما يشمل جميع الأنبذة المسكرة من نبيذ التمر والزبيب والشعير والذرة والعسل وغيرها وقالوا كلها تسمى خمراً وكلها محرمة ، أما الإمام أبو حنيفة ففسر الخمر في الآية بعصير العنب مستنداً إلى المعنى اللغوي لكلمة الخمر وأحاديث أخرى ، وأدى به اجتهاده إلى تحليل بعض أنواع من الأنبذة كنبيذ التمر والزبيب إن طبخ أدنى طبخ وشرب منه قدر لا يسكر ، وكنوع يسمى " الخليطين " وهو أن يأخذ قدراً من تمر ومثله من زبيب فيضعهما في إناء ثم يصب عليهما الماء ويتركهما زمناً ، وكذلك نبيذ العسل والتين ، والبر والعسل . ويظهر الإمام أبا حنيفة في هذا كان يتبع الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ، فقد علمت من قبل أن ابن مسعود كان إمام مدرسة العراق ، وعلمت مقدار الارتباط بين فقه ابي حنيفة وابن مسعود ، ودليلنا على ذلك ما رواه صاحب العقد عن ابن مسعود من أنه : كان يرى حل النبيذ ، حتى كثرت الروايات عنه ، وشهرت وأذيعت واتبعه عامة التابعين من الكوفيين وجعلوه أعظم حججهم)

خلاصة القول : أنه على مذهب أبو حنيفة و فقهاء العراق فإن التحريم في السكر و ليس في الشرب بكميات غير مسكرة إلا نبيذ العنب فكله حرام لأنه هو المعروف باسم الخمر لغوياً.

ما أردت طرحه هنا: إذا كان هذا هو الحال بين الفقهاء و خاصة مذهب أبو حنيفة (أحد مصادر التشريع في مصر بجانب الشافعي) فكيف لأحد الملتحين الأشاوس اليوم أن يطالب بضرورة منع الخمور بسلطة الدولة و القانون؟؟
و إذا كان هذا هو حال فقهاءنا من الاختلاف في أمر كهذا, فكيف لنا أن لا نتسامح و نبدي بعضاً من احترام الاختلاف فيما بيننا.
يقول ابن الرومي :
أباح العراقي النبيذ وشربه وقال حرامان المدامة والسكر
وقال الحجازي: الشرابان واحد فحل لنا من بين قوليهما الخمر
سآخذ من قوليهما طرفيهما وأشربها لا فارق الوازر الوزر

ما ورد فى كتاب فقه السنة عن تحليل الامام ابى حنيفة النعمان لشرب بعض انواع الخمر

بدأت رحلتي في البحث عن موقف الإسلام من الخمر بتفصيل أكثر و إليكم بعض ما فاجأني كما أظنه قد يدهشكم أيضاً.
يقول الشيخ سيد سابق في كتابه المشهور "فقه السنة" المجلد الثاني ص 253 "
" و لم يخالف في ذلك أحد – أي تحريم الخمر بجميع أنواعها – سوى فقهاء العراق, و إبراهيم النخعي, و سفيان الثوري, و ابن أبي ليلى, و شريك, و ابن شبرمة, و سائر فقهاء الكوفيين, و أكثر علماء البصريين, و أبي حنيفة, فإنهم قالوا: بتحريم القليل و الكثير من عصير العنب, أما ما كان من الأنبذة من غير العنب, فإنه يحرم الكثير المسكر منه, أما القليل الذي لا يسكر, فإنه حلال , و هذا الرأي مخالف تمام المخالفة لما سبق من الأدلة (و هي الأدلة التي يذكرها فقهاء الحجاز)"

و لعلمي أن آيات و أحاديث تحريم الخمر في أغلبها معلومة للعوام و الخواص فلن أخوض فيها و سأكتفي بعرض أدلة أبي حنيفة و سائر فقهاء العراق في أن المحرم من الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه, لا العين كما قال ابن رشد في بداية المجتهد.
يتمسك المذهب الحنفي و سائر فقهاء العراق بظاهر الآية : ( و من ثمرات النخيل و الأعناب منه سكراً و رزقاً حسناً )و بآثار رووها في هذا الباب, و بالقياس المعنوي. أما احتجاجهم بالآية فإنهم قالوا: السكر هو المسكر و لو كان محرم العين, لما سماه الله رزقاً حسناً. و أما الآثار التي اعتمدوها في هذا الباب فمن أشهرها عندهم حديث أبي عون الثقفي, عن عبد الله بن شداد, عن ابن عباس, عن النبي (ص) قال: حرمت الخمر لعينها, و السكر من غيرها). قالوا هذا نص لا يحتمل التأويل, و ضعفه أهل الحجاز, لأن بعض رواته روى "و المسكر من غيرها". و منها حديث شريك عن سماك بن حرب بإسناده عن أبي بردة بن نيار قال: قال رسوا الله (ص): إني كنت نهيتكم عن الشراب في الأوعية, فاشربوا فيما بدا لكم و لا تسكروا.
و روي عن ابن مسعود أنه قال: (شهدت تحريم الخمر كما شهدتم, ثم شهدت تحليله, فحفظت و نسيتم). و روي عن أبي موسى قال: بعثني رسول الله أنا و معاذاً إلى اليمن فقلنا يا رسول الله: إن بها شرابين يصنعان من البر و الشعير: أخدهما يقال له المزر, والآخر يقال له البتع. فما نشرب؟ فقال: (اشربا ولا تسكرا) إلى غير ذلك من الآثار.
و أما احتجاجهم من جهة النظر, فإنهم قالوا: قد نص القرآن على علة التحريم في الخمر إنما هي الصد عن ذكر الله و وقوع العداوة و البغضاء, كما قال تعالى (أنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة) و هذه العلة توجد في القدر المسكر, لا فيما دون ذلك, فوجب أن يكون ذلك القدر هو الحرام إلا ما انعقد عليه الإجماع من تحريم قليل الخمر و كثيرها.
و قال المتأخرون من أهل النظر: حجة الحجازيين من طريق السمع أقوى و حجة العراقيين من طريق القياس أظهر.

(ملحوظة: أغلب ما سبق هو نقل حرفي عن فقه السنة)

مقال رائع للدكتور مصطفى محمود : المرأة كالدنيا فيها تقلبات الفصول الأربعة



مقال رائع لا يحتاج الى مقدمات للدكتور مصطفى محمود يصف فيه حال المراة ..اروع ما يمكن ان يكتب عن المراة ..



المرأة كالدنيا فيها تقلبات الفصول الأربعة.


تفيء إليها ذات يوم فتجد الظل و الخضرة و العبير و الثمر و تلجأ إليها في يوم آخر فتراها تعرت عن أوراقها و جفت فيها الحياة و توقف العطاء لا ظل و لا زهر و لا ثمر.

تتداول عليها الأحوال تداول الليل و النهار و الربيع و الخريف و المطر و الجفاف و الجدب و النماء.

فإن كنت عشقت الظل و الخضرة و العبير و الثمر فذلك ليس وجه المرأة فإن للمرأة كل وجوه الدنيا و هي تشرق و تغرب مثل القمر و تطلع و تأفل مثل الشمس و تورق و تذبل مثل الورد.. فإن كان ما تنورت به عيناها ذات مساء هو ما عشقت فما عشقت وجهها بل وجه الله الذي أشرق عليها و عليك ذات مساء.

و حيثما يشرق وجه الله تتنور المظاهر و يورق الشجر و يتفتح الزهر و يجود الثمر و يبتسم الولدان و تهفو قلوب العشاق إلى من تعلقت به النعمة و تجلى فيه الجود.

و ساعتها تخطئ أقدامنا العنوان و تخطئ ألسنتنا الاسم الذي تسبح له.. و ننسى بارئ النعمة و ننسى أنه لا أنا و لا أنت و لا هي لنا من الأمر شيء..

و إنما كل ما حدث أن الله قال بلسان المظاهر.. ذات مساء في لحظة تجل.. أنا موجود.. أنا بديع السماوات و الأرض..

تتوقف هذه العين عند اللحظة و تتجمد عند القد و الخد و الخصر و النهد.. و تنسى مصدر الجود فينساها صاحب الفضل و يشيح عنها بوجهه الكريم.. فيذيقها الله الهجر و هي في القرب و يريها خيبة الأمل و هي في ذروة العمل و يختم لها بالخذلان و هي في غفلة الهيمان.

و تلك هي صدمة العشاق التي أفاض فيها الشعراء و أطالوا و هي في صميمها لفتة رحمة من الله يوقظ بها الذين أخلدوا الى الأرض و اتبعوا الأهواء و نسوا المعشوق و المحبوب و صاحب الفضل.. و الأصل كل الأصل.. الاسم الجامع لكل الكمالات.

و ذلك هو الأكل من الشجرة.

ثم الاهباط بعد الأكل من الشجرة.. و النزول من سماوات المعرفة الرحيبة الى سجون اللذات و زنزانة اللحظات.

تلك هي القصة التي تتكرر كل يوم منذ آدم و حواء و كلما اجتمع ابن لآدم و بنت لحواء.

تتكرر الخيبة و يتكرر الخذلان.

و لا يعتبر عاقل و لا جاهل.

و الذين أحبوا أو صدموا يعودون الى حب جديد و الى خيبة أمل جديدة و لا يشبع أهل الأمل من خيبة الأمل.

و كل مرة تزداد الغواشي على الحس و يضيق مجال الرؤية و تضيق الزنزانة على صاحبها و يغرق أهل الصبابة في بحر الصبابة.

و لا ينجو من البحر الا من عصم ربك.

انما هو بحر الظمأ الذي يجري بين ذراعي المرأة كلما شرب منه الشارب ازداد ظمأ و كلما عب منه عبا احترق احتراقا.. يظن أنه يرتوي و يبترد.. فلا يبترد أبدا و لا يرتوي أبدا.. و لا يشبع أبدا.. و لا يسكن أبدا.

انما عنده هو السكن.

و بين يديه القرار و الاستقرار.

صدق أبو العتاهية في قوله:

طلبت المستقر بكل أرض فلم أر لي بأرض مستقرا

فلا مقر لنا في هذه الأرض و لا وطن لنا فيها و انما وطننا في بيت المعاد الذي جئنا منه عند شجرة الخلد حقا و ليس عند شجرة الجوع و الظمأ التي أكل منها آدم و مازلنا نحن أولاده نأكل منها فنزداد جوعا على جوع و لا نعرف شبعا و لا راحة.

انما الحياة بجوعها.

و شجرة الأنوثة بربيعها و خريفها.

و الزهور بتفتحها و ذبولها.

و الشمس بطلوعها و أفولها.

كلها رموز تتكلم بلسان الحال..

بأنها كلها قصاصات و عينات و عبوات صغيرة تشير الى عالم آخر فيه النماذج المثلى و الكمالات و الأصول لكل هذا الذي نرى أمامنا في صندوق الدنيا.. و كأنما يضع لنا الطاهي قطرة في ملعقة و يقول لنا ذوقوا.

و الحكيم هو الذي يذوق و يقول.. الله.. ما أحلى الطهو.. يذوق فقط و لا يفكر في أن يجلس ليأكل.. لأنه يعلم أن الدنيا مناسبة للتعرف.. و عينات للتذوق.. و عبور سريع في نفق أرضي من أنفاق المترو فيه صور و معروضات.. و كل حظ الراكب لفتة هنا و لفتة هناك.

أما الجلوس للأكل و الشروع في مباشرة الحياة الحقة فذلك لن يكون الا بعد انتهاء الرحلة و الخروج من النفق الأرضي الى السطح حيث نجد في انتظارنا نعيم الخلد و الجنة التي عرضها السماوات و الأرض و الحياة الجديرة بأن نحياها حقا.. حيث أرض الكمالات و عالم المثل.. و ذلك حظ من اتقى و فهم و عرف، و كان بينه و بين الله عمار و صلة و عهد.

أما من قطع حبل الاتصال و عاش حياة الانفصال و لم يعرف لذة الوصال و انشغل عن الحقيقة بعالم الأوهام و تعلقت همته بالصغار، فذلك حظه البقاء في النفق المظلم و نصيبه الابعاد والاهباط من نفق مظلم الى نفق آخر أشد اظلاما و لا نهاية.. فليس للبعد نهاية كما أنه ليس للقرب نهاية.. و ليس لنعيم الله حدود كما أنه ليس لعذابه حدود.

ومن يتلفت حوله في الدنيا و يتأمل عجائب صنعة الله و غرائب آياته يمكن أن يتصور كم يمكن أن يكون مذهلا و مدهشا ذلك العالم الكامل.. عالم الملكوت الذي صنعه نفس الصانع و وعد به أحباءه.

ان عظمة الصنعة من عظمة الصانع.

و ليس أعظم من الله.

فكذلك نعيمه و كذلك عذابه.

و أهل القلوب لا تجف لهم دموع من تصور يوم الجمع.. و ساعة المصير.

و هم الباكون الراجفون الضارعون الداعون الراكعون الساجدون في هذا السامر من الولائم الكاذبة على مائدة الدنيا حيث يعلم كل من يأكل أنه سوف يموت.. و مع ذلك يقتل الغافلون بعضهم بعضا على اللقمة و يتنازعون على شربة الماء.

أولئك هم الصارخون في الخلوات.

إلهي.. ارزقنا.. خوفك..

ضع الموت بين أعيننا.

فلا شيء يستحق البكاء سوى الحرمان منك و لا حزن بحق الا الحزن عليك.

أنت الحق.

و أنت ما نرى من جمال حيثما تطلعت عين أو استمعت أذن أو حلق الخيال.

لاإله إلا أنت.

سبحانك.

إني كنت من الظالمين

Sunday, January 1, 2012

ولا يُولِج الكفّ ليعلم البثّ - لا يراعى حال الشكوى


  ولا يُولِج الكفّ ليعلم البثّ


من الأخ الفاضل ((مصطفى ياسر))
 
ولا يُولِج الكفّ ليعلم البثّ


حدّثت الصّدّيقة بنت الصّدّيق رضي الله عنها أن إحدى عشرة امرأة جلسن فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا ..

فقالت السادسة : زوجي إن أكل لفّ ، وإن شرب اشتفّ ، وإن اضطجع التفّ ، ولا يولج الكفّ ليعلم البث . والحديث بطوله رواه البخاري ومسلم ، وهو مشهور بحديث أم زرع .

والحديث مليء بالفوائد ، وقد ألفّ فيه بعض العلماء تأليفا خاصاً .

والذي يهمنا في هذا المقام هو حديث المرأة السادسة في ترتيب المتكلِّمات من تلك النسوة

قالت في معرض الذمّ لزوجها :
إن أكل لفّ
وإن شرب اشتفّ
وإن اضطجع التفّ
ولا يولج الكفّ
ليعلم البثّ

فهي تذمّـه بأنه إذا أكلّ الطعام لفّـه لفّـاً ، بحيث يأكل بِـنَـهم ، أو أنه لا يُبقي لها شيئا !

وهي تذمّـه بأنه إذا شرب اشتفّ فأصدر صوتا لشُربِه !

كما تذمّـه بأنه يلتف بملحفته إذا أوى إلى فراشه ، فكأنه لا يُعاشر أحداً ، ولا اعتبار لأحد عنده !

فهي إذاً .. تذمّـه في أكله وشُربِه ونومِه

كما تذمّـه بأنه لا يتفقّد أحوالها ، فالبثّ هو الشكوى أو هو شدّة الحزن .

تذمّـه بأنه لا يُراعي حال شكواها ومرضها فيسأل عنها ، أو يضع يده على مكان الألم تخفيفاً لمعاناتها ..

وهذا الجانب أو هذا الفعل تظهر فيه الناحية النفسية أكثر من الناحية الفعلية .

فربما كان تلمّس الرجل لحال أهله ، أو تلمّس الزوجة لحال زوجها ، مما يُشعر أحد الطرفين بأهميته ومكانته لدى الطرف الآخر !

ولربما لم يكن لذلك تقديم ولا تأخير في الظاهر !

فالذي يشكو من ألم في ظهره أو في رأسه لا يُخفف عنه مُجرّد وضع اليد على مكان الألم ليَعْلّم ما يبثّـه صاحبه من شكوى ، بقدر ما يُشعره ذلك بمكانته وقدرِه ..

وكم مِن لمسة حانية كانت أغلى من ألف كلمة ، وأكبر في الـنَّـفس من سائر الأدوية

فهي لمسة حنان وعطف وشفقة تؤذن بأن ما بالمريض من ألم وداء هو محلّ عناية الطرف الآخر

وقُل مثل ذلك في الطفل ..

فإنه عندما يمرض ينظر إلى الشفقة والعطف في عيون والديه

وربما أنّ واشتكى لينظر مكانته ، ويرقب منـزلته ، وليرى مدى الاهتمام به !

والأثر النفسي ، والناحية النفسية مُعتبرة في التعامل الأُسري ، سواء كان مع الزوجة أو مع الأولاد أو حتى مع الخدم .

ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين أو لقمة أو لقمتين ، فإنه ولي حـرّه وعلاجه . رواه البخاري ومسلم .

قال أبو هريرة رضي الله عنه : ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط ؛ إن اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه . رواه البخاري ومسلم .

وكل هذا من باب مراعاة النّفسيّات ..

فمن وَلي حرّ الطعام يُعطى منه ما يُشعره بالاعتراف بما قدّم

والزوجة إذا وَلِيَت الطّعام فلم يكن على ما يُرام يوما من الأيام فلا أقل من السّكوت

فـ نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا كره طعاماً تركه

والزوج العاقل الحصيف قادر على أن يوصل ما يُريد بتعبيرات وجهه

فقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أشد حياء من العذراء في خدرها ، وبأنه إذا كرِه شيئا عُرِف في وجهه . رواه البخاري ومسلم .

ولا شك أن هذا الفعل له أثره في الـنّفس ، وإن لم يتكلّم صاحبه أو ينطق بما في نفسه .

بل انظر إلى مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم للجانب النفسي ، وتودّدِه إلى حبيبته وأحب الناس إليه :

" عائشة "

فإنه عليه الصلاة والسلام كان يضع فمه على موضع فمِ عائشة رضي الله عنها في الطّعام والشَّراب .

ولا شك أن هذا الفعل له أثره النفسي في التعبير عن الحب والرضا .


تقول عائشة رضي الله عنها : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِـيّ فيشرب ، وأتعرّق العَرْق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِـيّ . رواه مسلم .

والعَرْق : العظم عليه بقية لحم .

وأبعد من ذلك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من منـزله ، وكان خارجا للصلاة فقبّـل حِـبَّـه

" عائشة " ثم خرج .

تقول عائشة رضي الله عنها : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَـَّـل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ، ولم يتوضأ . قال عروة : قلت لها : من هي ألا أنت ؟! قال : فضحكت . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بحاجة إلى تلك القُبلة عند خروجه للصلاة ، ولكن تلك القُبلة لها أثرها البالغ في نفس زوجه .

وكلمة الشُّـكر وعبارة الثناء لها ألف أثر في نفس من يسمعها .

ورب كلمة فعلت في النفوس فِعل السّحر ، ولكنه السحر الحلال !

وابتسامة الرضا ترسم السعادة الزوجية ولا تُكلّف صاحبها شيئا !

بل هو مأجور على ابتسامته ، مع ما يجني من ثمارها العاجلة والآجلة !

قال جرير رضي الله عنه : ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسّم في وجهي . رواه البخاري ومسلم .

وإن باستطاعة كلٍّ من الزوجين كَسْب قلب صاحبه بابتسامة تُشعر الطرف الآخر بالرضا عنه .

وليس بالضرورة أن تكون الحياة الزوجية مثالية خالية من المشكلات أو المنغِّصات ، وإنما العِبرة بالأعمّ الأغلب .

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا يَـفْـرَك مؤمن مؤمنه إن كَرِه منها خلقا رضيَ منها آخر . رواه مسلم .

أي لا يُبغض المؤمن زوجته لأجل خُلُق قد يبدو منها ، فإن ظهر له من أخلاقها ما يذمّه ويمقته ، فلينظر في محاسنها .

وإن كرِه منها تقصيرها في جانب فلينظر إلى قيامها ووفائها بجوانب أخرى .

والمسلم مأمور بالعدل والإنصاف في كل شيء ، ومع كل أحد .

والزوجة مُطالبة بهذه النّظرة أيضا ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إياكن وكفران المنعمين ، إياكن وكفران الـمُنْـعَمِين . قالت امرأة : يا رسول الله ، أعوذ بالله يا نبي الله من كفران نِعَم الله . قال : بلى ، إن إحداكن تطول أيْمتها ، ويطول تعنيسها ، ثم يُزوِّجها الله البعل ، ويُفيدها الولد ، وقرّة العين ، ثم تغضب الغضبة فتقسم بالله ما رأت منه ساعة خير قط ، فذلك من كفران نِعَم الله عز وجل ، وذلك من كفران المنعمين . رواه الإمام أحمد ، وأصله في الصحيحين .

هذه إشارة إلى الجانب النفسي في التعامل الأُسري ، وفي الحياة الزوجية خاصة .


الرجاء من الاعضاء الكرام المشتركين عن طريق بريد الهوتميل ارسال رسائلهم إلى البريد التالي((ahlialsafa@gmail.com))
جميع الرسائل تمثل أراء مرسليها و اى نقد يكون للموضوع و ليس للمرسل



-- .

للاشتراك في المجموعة أرسل رسالة فارغة للعنوان
Ahlialsafa-subscribe@googlegroups.com
 

فضيحة الانسان الغادر يوم القيامة



عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء ، فقيل : هذه غدرة فلان ابن فلان ) رواه مسلم .
والغادر : الذي يواعد على أمر ، ولا يفي به ، واللواء : الراية العظيمة ، لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب ، أو صاحب دعوة الجيش ، ويكون الناس تبعاً له .
فالغادر ترفع له راية تسجل عليها غدرته ، فيفضح بذلك يوم القيامة ، وتجعل هذه الراية عند مؤخرته ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة )
وكلما كانت الغدرة كبيرة عظيمة كلما ارتفعت الراية التي يفضح بها يوم الموقف العظيم ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة ) .
وأمير العامة هو الحاكم أو الخليفة ، وكانت غدرته كذلك لأن ضرره يتعدى إلى خلق كثير ، ولأن الحاكم أو الوالي يملك القوة والسلطان فلا حاجة به إلى الغدر .
وقد جعل الله العقاب بهذا اللون من العقوبة على طريقة ما يعهده البشر ويفهمونه ألا ترى قول شاعرهم :

أسمّي ويحك هل سمعت بغدرة رفع اللواء لنا بها في المجمع

فكانت العرب ترفع للغادر لواء في المحافل ومواسم الحج ، وكذلك يطاف بالجاني مع جنايته .

اليوم الآخر/ القيامة الكبرى ... للدكتور عمر سليمان الأشقر