ayman
تبرع بالدم و كن في عون أخيك!
التبرع بالدم عمل إنساني نبيل وواجب ديني عظيم، لأنه يساهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم. والحقيقة أن واحداً من كل عشرة مرضى يدخلون المشفى في حاجة إلى نقل الدم خصوصاً المرضى الذين يعانون من الأمراض المستعصية، وأثناء العمليات الجراحية الكبرى، وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث خطيرة فقدوا على إثرها كمية كبيرة من الدم، ويضاف إلى ما سبق أن مكونات الدم تستخدم في علاج حالات مرضية خطيرة وعديدة تهدد حياة الكثيرين، فالبلازما تستخدم لتعويض مرضى الحريق الذين يعانون من فقد كميات كبيرة من البلازما، وتستخدم كريات الدم الحمراء في علاج حالات فقر الدم الشديدة (الأنيميا) وأمراض الدم الخطيرة التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء مثل: الثلاسيميا والأنيميا المنجلية. ويستخلص من الدم كذلك الصفائح الدموية والبروتينات المضادة لأمراض النزف، وهذه تستخدم في علاج الكثير من الحالات المرضية مثل: مرض سيولة الدم (الهيموفيليا) وهناك أيضاً الأجسام المضادة للميكروبات التي تفصل وتستخدم لرفع درجة مناعة الجسم.
أين يمكنني التبرع بالدم؟ يمكنك التبرع في غالبية المستشفيات التي بها بنوك دم لكن يفضل إختيار أحد المستشفيات الكبيرة النظيفة و المضمونة أو المستشفيات الحكومية.
لماذا أتبرع، هل هناك أي فائدة لي؟
من المعلوم أن التبرع بالدم، عملية إنسانية يقصد منها مساعدة المريض المتبرع له ابتغاء رضى الله تعالى و الذي هو من أكبر المنافع، و يُعد من القربات التي يتقرب بها المسلم لربه، ولكن ما يجهله البعض، أن التبرع بالدم في حد ذاته له منافع جمة على المتبرع أيضاً و من هذه المنافع:
هل هنالك أي شروط للتبرع بالدم؟
- التمتع بصحة جيدة.
- أن يكون عمر المتبرع يتراوح بين 18-60 سنة. - أن يكون الوزن 55 كجم على الأقل. - أن يكون المتبرع خالياً من أي أمراض تتعارض مع عملية التبرع. - أن تكون نسبة الهيموجلوبين بين 13-17,5 جم في الرجال وبين 12-14,5 جم في السيدات. - أن يتراوح ضغط الدم بين110-60 إلى 140-90 مع انتظام دقات القلب بين 50 – 100 دقة في الدقيقة، ولا تزيد درجة حرارة الجسم عن 37,3 درجة مئوية. - يمكن للشخص أن يتبرع بدمه مرة كل ثلاثة أشهر على ألا تزيد مرات التبرع عن أربع مرات في العام الواحد.
لماذا توجه الكثير من الأسئلة قبل التبرع بالدم؟ لا بد من التأكد من خلو الدم من الأمراض قبل نقله للمريض لذا سوف يطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بصحتك وأسلوب حياتك قبل التبرع بالدم و الهدف منها هو معرفة مدى لياقتك للتبرع بالدم، و إذا كنت مصاباً باعتلال صحي
فسوف يتم إخطارك بذلك.
من هم الأشخاص الغير صالحين للتبرع بالدم؟
كما أن هناك عوامل يكشف عنها في دم المتبرع تجعل دمه غير صالح للمرضى. وهذه العوامل يتم الكشف عنها من خلال متابعة المتبرع وإجابته على الأسئلة والفحص الطبي المخبري الذي يجري على المتبرع ودمه.
ماذا عن التبرع بالدم عند استخدام أدوية ما؟ إذا كنت تتناول دواء أو حقنا فعليك إبلاغ المشرفين على عملية التبرع قبل تبرعك بالدم، ذلك أن بعض الأمراض التي صرف العلاج من أجلها قد تمنعك من التبرع بالدم، كما يجب عليك عدم التوقف عن تناول العلاج من أجل التبرع بالدم.
متى يمكنني التبرع بالدم وما هي الفترات بين كل تبرع وآخر؟
يمكنك التبرع بالدم مرتين أو ثلاث مرات في السنة بحيث لا يتعدى مرة واحدة كل 16 أسبوعا وذلك لإتاحة فترة زمنية كافية تمكن دمك من بناء مخزونة من الحديد بين كل عملية تبرع وأخرى.
كم يبلغ مقدار الدم الذي أفقده عند التبرع؟ ليس بالقدر الكبير حيث يبلغ مقدار التبرع الكامل 450مللتر ويقوم جسمك بتعويض ذلك بشكل طبيعي في خلال فترة قصيرة جداً من الزمن.
ماذا أفعل قبل وبعد التبرع بالدم ؟ يجب عليك أن تتناول كميات كبيرة من السوائل قبل وبعد تبرعك بالدم. كما يجب عليك تناول وجباتك بانتظام وإذا لم تتناول إحدى الوجبات العادية أو كنت متبعاً لحمية غذائية فعليك إخطار موظفي بنك الدم بذلك قبل التبرع بالدم. ماذا يجري بالدم بعد سحبه؟ قبل إعطاء الدم للمرضي يجري فحصه للتأكد من خلوة من الأمراض المعدية التي تنتقل بواسطة الدم, ويتم إتلاف الملوث منها ويستعمل الدم الصالح فقط. كما يجري فصل الدم إلي مكوناته: الخلايا الحمراء- البلازما - الصفائح الدموية- والمرسب البارد ليتم علاج المرضي بالمكونات التي تنقصهم ويخزن بدرجات الحرارة المناسبة لكل مكون ولمدة الصلاحية المحددة, ويتم صرفها للمرضي بطلب من الطبيب المعالج. هل بإمكاني مباشرة العمل في نفس اليوم؟ بالطبع يمكنك ذلك طالما أخذت راحتك بالكامل وتناولت بعض المشروبات المنعشة قبل مغادرة منطقة التبرع بالدم. وفي أحيان قليلة يتعرض بعض الأشخاص للإغماء لفترة قصيرة من الوقت بعد تبرعهم بالدم وعند حدوث ذلك ينصح بعدم ممارسة العمل بعد التبرع خصوصا إذا كان العمل من النوع الذي به خطورة على النفس أو على الآخرين مثل قيادة الشاحنات أو العمل بخدمات الطوارئ أو إذا كان العمل مرتبطاَ بأماكن عالية (صعود السلالم) ففي هذه الأحوال يجب عدم مباشرة العمل في نفس يوم التبرع بالدم ويستحسن التبرع بالدم بعد نهاية العمل.
ماذا عن الرؤية الشرعية للتبرع بالدم ؟ الرؤية الشرعية في مسألة التبرع بالدم واضحة جدا - فقد : { ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا } ففي التبرع بالدم إنقاذ لحياة مريض أو جريح فانظر أخي إلى هذا الثواب العظيم .- انظروا كيف دخل أناس الجنة في بهائم أطعموها فبقيت على قيد الحياة بعد أن أشرفت على الهلاك فما بالكم بمن يساعد على إنقاذ حياة الآدمي؟؟ : روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشي بِطَرِيقِ، اشْتَدَ عَلَيْهِ الْعَطَشُ. فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ. ثُمّ خَرَجَ. فَإذَا كَلْبٌ يَلْهَثْ يَأْكُلُ الثّرىَ مِنَ الْعَطَشِ. فَقَالَ الرّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الّذِي كَانَ بَلَغَ مِنّي. فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَهُ مَاءً. ثُمّ أَمْسَكَهُ بِفَيْهِ حَتّىَ رَقِيَ. فَسَقَى الْكَلْبَ. فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ. فَغَفَرَ لَهُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ! وَإنّ لَنَا فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ لأَجْرًا؟ فَقَالَ "فِي كُلّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ".* وهو نوع من إعانة ذي الحاجة الملهوف فعن أَبِي مُوسَى عَنِ النّبِيّ قَالَ:«عَلَى كُلّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» قِيلَ أَرَأَيْتَ إنْ لَمْ يَجِدْهَا قَالَ: «يَعْتَمِلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدّقُ» قِيلَ: أَرَأَيْتَ إنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: «يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ» * وهو نوع عظيم من أنواع التعاون على البر والتقوى لما فيه من المنفعة العظيمة المتحققة ؛ :{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} فمما لا شك فيه أنك لو صرت يوما في حاجة إلى أن ينقل لك الدم –عافانا الله وإياك- لتمنيت أن تجد من يتعاون معك ويغيثك فلهذا كان التوجيه النبوي : ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك)
* وهو نوع من السعي في قضاء حاجات الناس : عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال :من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته.* والتبرع بالدم جالب لمحبة الله تعالى لأنه نوع من الإحسان إلى الخلق: { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } * وهو نوع من الوقاية من الوقوع في المهالك والمصائب فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله "صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
التبرع بالدم لغير المسلم هل يجوز لي التبرع بنقل دم لمريض أوشك على الهلاك وهو على غير دين الإسلام؟
لا أعلم مانعاً من ذلك، لأن الله تعالى يقول جل وعلا في كتابه العظيم: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ[1].
فأخبر سبحانه أنه لا ينهانا عن الكفار الذين لم يقاتلونا ولم يخرجونا من ديارنا أن نبرهم ونحسن إليهم، والمضطر في حاجة شديدة إلى الإسعاف، وقد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها إلى بنتها، وهي كافرة، في المدينة في وقت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة تسألها الصلة، فاستفتت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأفتاها أن تصلها، وقال: ((صلي أمك)) وهي كافرة. فإذا اضطر المعاهد أو الكافر المستأمن الذي ليس بيننا وبينه حرب، إذا اضطر إلى ذلك فلا بأس بالصدقة عليه من الدم، كما لو اضطر إلى الميتة، وأنت مأجور في ذلك؛ لأنه لا حرج عليك أن تسعف من اضطر إلى الصدقة. [1] الممتحنة: 8.
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول المرئيــــــــــــــــــات http://www.youtube.com/watch?v=z1A9UQ3afDc
nourislamna@G |
No comments:
Post a Comment